الجمعة، 27 يناير 2023

الحديث عن مصر - تركي الحمد


 تركي الحمد

1)الحديث عن مصر ليس حديثا عن أية دولة عربية أخرى،وليس تدخلا في شؤونها الداخلية،فمصر كادت أن تكون في يوم من الأيام هي كل العرب،وتاريخها الحديث يكاد يكون تاريخ كل العرب في طموحاتهم ونجاحاتهم واخفاقاتم،لذلك فإن الحديث عنها هو حديث عن مصير عربي مشترك،فماذا يجري في مصر اليوم؟مصر في الذهن العربي ليست مصرا واحدة،بل هي "مصران":فهناك مصر "النموذج"،سواء كان هذا النموذج هو مصر التنوير والحداثة والنهضة منذ بدايات مصر الحديثة في عهد محمد علي الكبير،أو كان النموذج الناصري منذ عام 1952،نموذج الثورة والتنمية والمكانة الدولية المميزة.بمعنى أن لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952،ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ،وينقسم المراقبون إلى مؤيد ومعارض لهذا النموذج أو ذاك.في المقابل،هنالك مصر بواقعها الحالي،أي مصر البطالة،وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج،ملكيا كان أو جمهوريا. فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وامكانياتها،والتي كانت تقرض المال وتساعد المحتاج،وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي،مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك،وهي أرض اللبن والعسل؟حقيقة لا يمكن تفسير الحالة المصرية بعامل واحد،وخاصة بعد سقوط الملكية،وبدايات "الصعود إلى الهاوية"
بل هي عدة عوامل لعل من أبرزها،أولا:هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة،وخاصة الاقتصاد،بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش،وبإشراف الجيش،ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش،ولصالح متنفذين في الجيش،كما يرى بعض المراقبين مكامن الأزمة وجذورها،وكل ذلك على حساب مؤسسات المجتمع..
-----------------------------------------------
.ففي كوريا،تذهب الأموال إلى مشاريع التنمية الوطنية الفعلية،ويكاد ينعدم الفساد.في دول "السبعين عاما"،الفساد الشامل هو سيد الأحكام،ولذلك فإن الجيب الوطني "مخروم"، كما هو حادث في لبنان كمثال، الذي يطالب نصرالله بمساعدنه، وهذا أمر لا يستقيم مع الخرم..
في الثمانينيات مرت على كوريا ج ازمة اقتصادية طاحنه قدمت السعودية مشاريع قوية كمساعدات مثلت 62% من مشاريع التعمير خارج كوريا ومايمثل 20%من ميزانية السعودية للتنمية.اليوم كوريا رقم 9 في الاقتصاد وعلى الجانب الآخر يوجد دول من 70 سنة نقدم لهم الاموال وعقود عمل ودولهم من سيء إلى أسوأ
"كل شيء سيمضي..أنت فقط عليك أن تصمد لبعض الوقت، أن تقاتل من أجل الوقوف مهما اهتزت الأرض من تحت أقدامك"..
مقولة أعجبتني من رواية "أبابيل"، لأحمد ال حمدان
تركي الحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 هل يمكن ان نتعلم درس من ردة انفعال الصهاينة حين يجدون انفسهم سيلقون الرد على افعالم بنفس فعلهم https://twitter.com/i/status/161937306556527...